رواية رائعة بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
فى سعادة ثم تركه فجأة وفتح الباب وفر هاربا ! .
كان فارس عائدا من عمله فى وقت الظهيرة وقبل أن يأخذ طريق المنعطف إذا به يصطدم بعمرو الذى كان يمشى بخطوات واسعة فى الاتجاه المعاكس وهو على عجلة من أمره تفاجأ فارس بعودة عمرو وهتف وهو يعانقه فى سعادة
عمور جيت امتى حمد لله على السلامة
عانقه عمرو بقوة وربط على ظهره وهو يقول
فارس
ورايح على فين كده
مسح على شعره وقال بابتسامة واسعة
أصلى هروح عند عزة كمان شوية وقلت يعنى اجيبلها هدية بقالى كتير معملتهاش
ضحك فارس وهو يقول
أيه ده .. بقى عندك ډم أخيرا مبروك يا اخى ..
عمرو
الله يبارك فيك عقبالك كده لما تتجوز وتريحنا منك
تذكر عمرو مقابلته مع صلاح فقال سريعا
لمعت عينيى فارس وقال
أنت وقعتلى من السما يابنى.. ده انا كنت فى مشكلة بسبب الموضوع ده محتار هجيب العفش منين وبكام
ربط عمرو على ذراعه وهو يقول بغرور
ثم أردف متسائلا
هتناقش الرسالة أمتى
قال عبارته الأخيرة وهو يرى فارس ينظر فى الأتجاه الآخر بتركيز فأعاد عبارته مرة أخرى ولكنه لم يجبه أيضا بل وتركه وتحرك بسرعة تابعه عمرو بعينيه فوجده يتحرك فى اتجاه مهرة التى تسير بسرعة كبيرة وكأنها تستعد للعدو وأخيه محمود يسير خلفها يحاول أن يتكلم معها ومن الواضح أنه يضايقها فزعت مهرة عندما تفاجأت بفارس مقبلا عليها مسرعا والشرر يتطاير من عينيه وهو ينظر لمحمود وقد احتقن وجهه أصفر وجه محمود عندما رأى فارس فى هذا الوضع وتسمر مكانه أمسك فارس بتلابيب محمود وقال زاجرا
أقترب عمرو فى سرعة وخلص أخيه من قبضة فارس وهو يقول
معلش يا فارس أمسحها فيا
ثم نظر لمحمود مؤنبا وقال
كده يصح يا محمود برضة
شرعت مهرة فى التدخل ولكن فارس نظر إليها بصرامة أخافتها وصاح بها
أمشى اطلعى على البيت وحسابى معاكى بعدين
خاڤت مهرة وهرولت إلى المنزل سريعا أطرق محمود رأسه أرضا وهو يقول
أمسكه فارس من ملابسه مرة اخرى وقال بعصبية
تخطب مين يلا ..مش لما تبقى راجل الأول وتحافظ على بنات الناس
تدخل عمرو مرة أخرى وخلص أخيه وهو يحاول تهدأت فارس الذى أفلته وتوعده بعينين تشعان ڠضبا وقال بلهجة صارمة
قال كلمته الأخيره وتركهم وانصرف فى ڠضب هادر نظر عمرو إلى أخيه محمود وقال بجدية
من أمتى واحنا بنعاكس البنات فى الشوارع يا محمود.. عيب يا أخى ده انت حتى صاحب أخوها يحيى
قال محمود بضجر وهو يلوح بيديه
وهو ماله هو أبصلها ولا افكر فيها ..هو كان ولى أمرها وبعدين انا غرضى شريف وهخطبها يعنى هخطبها
دفعه عمرو من كتفه باتجاه البيت وهو يقول
طب امشى بقى فورت دمى
وتركه وأنصرف فى طريقه وهو يتمتم
أيه البلاوى دى .. أروح للموزة بتاعتى ازاى وانا دمى فاير كده
دلفت مهرة باب شقتها وأغلقت الباب خلفها وهى تضع يدها على صدرها الذى كان يعلو ويهبط بسرعة وقد تلاحقت أنفاسها بشدة كأن أسدا كان يلاحقها أقبلت عليها والدتها مسرعة وهى تنظر لها بلهفة وقالت
مالك يا مهرة فى حد بيجرى وراكى
حاولت ألتقاط أنفاسها وقالت وهى تجلس على أقرب مقعد
فارس شاف محمود وهو ماشى ورايا وكان هيضربه
محمود مين صاحب يحيى!.. وكان ماشى وراكى ليه ده وعايز منك ايه
بيقولى عاوز يخطبنى
جلست أم يحيى أمامها وقالت بتفكير
هو قالك كده !.. طب ازاى ده لسه طالب فى الجامعة
نظرت لها مهرة وقالت متبرمة
طالب ولا مش طالب .. أنا أصلا مش طايقاه وهقول ليحيى ميدخلوش هنا تانى
قالت والدتها بسرعة
أسكتى انت ملكيش دعوة.. أنا هبقى اشوف الحكاية دى
نهضت مهرة وحملت حقيبتها لتدخل غرفتها وهى تقول بحنق
حكاية أيه يا ماما.. ده ولد مش كويس .. وكمان شوفته مرة وهو بيشرب سجاير.. ولو كلمنى تانى هقول لامه
قالت كلمتها الأخيرة بعصبية ودخلت غرفتها نظرت إليها والدتها وضحكت وهى تردد كلمتها الأخيرة
هتقولى لامه !!..هتفضلى عبيطة لحد أمتى يا بنتى
خرجت عزة من غرفتها سريعا عندما استمعت لصوت عمرو فى الخارج وهو يتحدث مع والدها بصوت مرتفع ويضحك بشدة تلك الضحكات التى تأسرها وتزلزل قلبها أصطدمت بوالدتها التى كانت متوجهة للمطبخ أتسعت عينيى والدتها وقالت بدهشة
خضتينى
يا عزة .. بتجرى كده ليه
أرتبكت عزة وهى تقول
مفيش يا ماما.. تقريبا كده حد بينده عليا
نظرت لها والدتها بخبث وقالت
ياسلام ..يابت اتقلى شوية يقول عليكى ايه
ثم أردفت وهى تتجه للمطبخ
تعالى ورايا خدى الشاى علشان تقدميه .. بدل ما تخرجى زى العبيطة كده
تبعتها عزة وبدأت فى صنع الشاى فدخل والدها المطبخ وقال وهو ينظر إليها
بتعملى أيه عندك.. يالا اطلعى سلمي على جوزك
لم تنتظر عزة كثيرا وانطلقت فى سرعة إلى غرفة الصالون وبمجرد أن اقتربت منها وقفت وهندمت ملابسها وشعرها ثم فتحت الباب بهدوء ودلفت للداخل وقد تعلقت عيناها بزوجها الذى نهض واقفا وعلى شفتيه ابتسامة عذبة مرحة وهو يكاد يلتهمها بعينيه ونظراته المشتاقة خطت فى اتجاهه ومدت يدها تصافحه فتناول كلتا يديها ورفعها لشفتيه وقبلها بشوق ثم وضعها على وجنتيه وهو يقول
وحشتينى جدااا يا حبيبتى
تأملت وجهه وهى تقول بحب
وانت كمان
فرت دمعة من عينيها بدون شعور فمد يده ومسحهما وداعب وجنتيها وهو ينظر إلى عينيها التى تحمل الشوق المختلط بالحزن وقال
أنا مش هسألك الدموع دى ليه ..أنا عارف انى مقصر معاكى بس والله ڠصب عنى
أبتسمت بأسى وقالت
حمد لله على سلامتك .. وأوعى تقولى انهم كلفوك بشغل فى حتة تانيهة زى كل مرة
أبتسم وألتفت إلى الأريكة وتناول من فوقها شنطة من الورق الملون المقوى وأخرج منها علبة مستطيلة الشكل صغيرة من القطيفة الحمراء وقدمها لها قائلا
حبيبتى ممكن تقبل منى الهدية البسيطة دى
أخذتها عزة بلهفة وفضتها أمامه واتسعت عينيها وهى تنظر إلى الهدية ثم تنظر إليه
وقالت بسعادة
الله .. برفان !
وضعت منه قليلا على يدها وقربتها من أنفها واستنشقتها بنشوى وهى تقول
الله دى جميلة أوى يا عمرو ..متشكرة أوى يا حبيبى
أمسك عمرو كفها واستنشقه وهو يغمض عينيه استمتاعا برائحته ثم نظر لها وقال بشوق
البرفان ده ميتحطش غير ليا انا بس.. فاهمة ولا لاء
طرقت والدتها الباب ودخلت تحمل صينية الشاى أخذها عمرو من يدها ووضعها على الطاولة أمامه فقالت
ايه الريحة الحلوه دى
قالت عزة بسعادة
شوفتى يا ماما عمرو جابلى أيه
قالت والدتها وهى تنظر إليهما
يعيش ويجبلك يابنتى ..
ثم نظرت لعمرو وقالت
عمك بيقول انك هتروح تشوف المحل اللى هتجيب منه العفش النهاردة يا عمرو
لمعت عينيى
متابعة القراءة