رواية رائعة بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
تهتف به
بجد يا يحيى
أشار لها أن تخفض صوتها ثم قال بخفوت
اه والله صدقينى بس أدينى يومين كده .. ماشى ..
أومأت برأسها فرحا وهى تمسح دموعها براحتيها وهى تقول ممتنة
متشكرة اوى يا يحيى ربنا يخاليك .. بس يومين كتير اوى مينفعش قبل كده
كتم ضحكته وهو يقول بمرح
طب اعملى مكسوفة طيب .. طب استنى
نهض واتجه إلى الباب ليطمئن أن زوجة ابيه لا تتجسس عليهما وبعد ان اطمئن تماما أخرج هاتفه وهو يقول لها بخفوت
قفزت من فراشها فرحا كالفراشة وقال بخفوت مماثل
ربنا ميحرمنيش منك يا يحيى
أشار لها أن تفتح النافذة وتطل منها وهى تتحدث حتى لا يظهر صوتها خارج الغرفة بينما وقف يحيى مراقبا من طرف خفى حتى لا يحدث اى هجوم مباغت من زوجة ابيه عليهما وهى تتحدث فى الهاتف .. انتفض فارس وهو مستلقى فى فراشة سابحا فى شروده وذكرياته على صوت رنين الهاتف .. نظر إليه فوجد رقما غريبا غير مسجل لديه فزفر بضيق ..تركه وعاد إلى استرخاءه من جديد وهو لايعلم أن نصفه الاخر الذى اشتاق إليه هو من يهاتفه الان ...
أنت هتبات هنا ولا ايه يا يحيى
تنحنح بحرج وهو يقول
لا انا ماشى دلوقتى
قالت بابتسامة صفراء
براحتك يعنى انا مش قصدى أمشيك ولا حاجه
ربت يحيى على كتف مهرة وهو يقول بنظرة تفهمها
أومأت له مهرة برأسها وهى تمسك بيده التى على كتفها
خرج يحيى من غرفتها واتجه إلى باب الشقة مباشرة حتى لا يحدث احتكاك بينه وبين زوجة ابيه فينتج عنه مشكله اخرى مع أبيه ..
خرج وأغلق الباب خلفه بينما جلست مهرة على فراشها محتضنة قدمها كما تفعل دائما وتنظر لارضية الغرفة وكأنها تناديه وتحاول ان تخترقها لتراه ..
ويملىء به رأتيه بقوة ويزفر بهدوء وهو يسبح ويستغفر كما تعلم من بلال ..
نظر للأعلى مرات عديدة يتلمس ظلها أو ضوء غرفتها سمع صوت هاتفه فهرول إليه ونظر فيه
فظفر بضيق عندما وجد اسم عمرو هو المتصل .. كان يعتقد انها هى ولكن انقطع الامل ..
عاد مرة اخرى إلى النافذة وهو يجيب عمرو بحنق
قال عمرو مشاكسا
انا كنت قلقان شويه وقفت فى الشباك لقيت العاشق الولهان واقف هو كمان عمال يبص لفوق يمكن يعرف يشوف الست جوليت ولا حاجه
نظر فارس إلى البناية التى تقبع عن يمين بنايته قليلا فوجد عمر يقف فى الشرفة ويشير إليه بيده واضعا الهاتف على اذنه
معلش بقى شوفتنى انا طبعا عارف انك كان نفسك تشوف
حد تانى النهارده
تنهد فارس بعمق وهو يقول بشوق
وحشتنى أوى يا عمرو
قال عمرو مبتسما
معلش يا روميو اصبر بكره تبقى فى بيتك
هتف فارس پغضب وهو يضرب سور الشرفة بيده
امتى بس يا عمرو وازاى بعد اللى حصل ده
انتفض جسدها وهى تجلس على فراشها ضامة لركبتيها بعد أن سمعت صوته ياتى إليها ويتسلل إلى مسامعها فى سكون الليل وقد نامت العيون وخلا الاحبة بعضهم إلى بعض ..
خرجت سريعا من غرفتها لتتأكد من أن الجميع نيام ثم عادت إلى غرفتها ووضعت حجابها على شعرها وفتحت النافذة وأطلت منها بنصف جسدها تقريبا فرأته وهو يتحدث فى الهاتف پغضب ابتسمت وهى تنظر إليه كم افتقدته كم اشتاقت إليه وإلى نظرة عينيه العاشقة ...
تفاجأ فارس بعمرو وهو يقول له بمرح
قول لجوليت تدخل جوه شويه لحسن هتقع كده
استدار فارس كلية بجسده وهو ينظر للاعلى فرآها لم يستطع أن يتبين ملامحها جيدا وعينيها بسبب الظلام ولكن رآها ورأته ابتسم عمرو وعاد أدراجه إلى الداخل وأغلق الشرفه ليتركهما وحدهما يخطفا من الوقت لحظات كفيله بأن تعيد إليهما الحياة من جديد..
. لمحت والدها آتى من بعيد فاشارت إليه وعادت للداخل سريعا ...... ...
عاد فارس للداخل وحاله كحال الظمآن الذى بلل شفتيه بلسانه ........
ها يا حضرة الظابط ايه الاخبار .. قالها فارس وهو يجلس فى المقعد المقابل للضابط الذى قال بثقة
كل حاجه ماشيه زى ما أحنا متفقين بالظبط .. باسم ونادر هيتسجلهم ويتقبض عليهم متلبسين بالرشوة
ابتسم فارس بسعادة وهو يقول بأمتنان
الحقيقة يا فندم مش عارف اشكر حضرتك أزاى ..
ثم تنحنح فى حرج وهو يقول بحيرة
هو ليه حضرتك عرضت عليا المساعده فى الموضوع ده رغم أن القضية مكانتش معاك من الاول وكانت مع ظابط تانى
ابتسم الضابط وقال
فاكر قضية القټل اللى طليقتك كانت ماسكاها أهو انا كنت الظابط اللى عرضوا عليه رشوة علشان يغير اقواله فيها من يومها وانا متابع القضية دى وعرفت اللى حصل معاك واستجدعتك اوى ده غير انى كنت متأكد إن فى حد تانى بيساعد وائل وبيخططله من بعيد من غير ما يورط نفسه فى الحكايه ...
ثم استند بظهره الى المقعد وهو يقول بتصميم
ولما عرفت موضوعك أنت وعمرو بالصدفه حبيت اساعدك وواحده واحده اتأكدت أن باسم ليه علاقة بالموضوع ده كمان واللى زى باسم ده عاوزله تخطيط جامد اوى وأدلة قوية علشان نقدر نقضى على فساده ولازم نحط ايدنا فى ايد بعض علشان نعرف نحوط عليه كويس أوى وميعرفش يطلع من ثغرات القانون اللى هو حافظه كويس ..
استدرك فارس قائلا
يعنى خلاص مش فاضل غير التسجيل وبعدين نطلع امر بالقبض عليهم
أومأ الضابط براسه وقال مؤكدا
التسجيل هيتم بكره زى ما اتفقنا مع خبير الاثار فى نفس اليوم بالليل هنقبض عليهم إن شاء الله
نظر إليه فارس بإعجاب وهو يقول
نفسى اسألك سؤال بيلح عليا دايما
أومأ الضابط برأسسه فقال قال فارس
أنت ليه مخفتش لما وائل هددك
ضحك الضابط وقال
وائل ده كان شكله يضحك اصلا وبعدين بيعرض الرشوة بسذاجه غريبة كده
علشان كده كنت متأكد ان فى حد وراه عاوز يوديه فى داهيه ..
ثم ضحك بشده وهو يتذكر جلسته مع وائل
وقال
تصدق يا دكتور فارس أنى لما قلتله حرام وهنروح من ربنا قالى هو أنت مش مربى دقنك ليه
ضحك فارس وهو يقول
هو يعنى محدش بيرفض الرشوة غير اللى ملتحين بس اما حاجه عجيبه اوى
تنهد الضابط وقال بشرود
اعذره يا دكتور الناس واخده فكره عن الظباط ان كلهم زى بعض ..
ثم استند بيديه على مكتبه وهو يقول بأسى
احنا فينا محترمين ومتدينين واصحابى وأعرفهم شخصيا بس مع الأسف بالنسبه للفاسدين نكاد نكون مش باينين اصلا
شعر فارس بالأسى الذى يكسو نبرة صوته فاراد ان يغير مجرى الحديث بمداعبة وقال
بس أنت غيظته وقلتله أنك هتربي دقنك بس مش دلوقتى
ضحك الضابط ضحكات رنانه وهو يقول
تصدق والله مكنش قصدى اغيظه انا قلتله اللى في قلبى
قال فارس باهتمام
وهو شغلكوا يسمح بكده
زفر الضابط بقوة وهو يردف
وايه اللى يمنع اذا كان فى ضباط مسلمين فى دول أوروبا ملتحين ومحدش بيقولهم حاجه وشايفين شغلهم تمام وهما فى دول نصارى اصلا ودين الدوله الاول النصرانيه حتى الدول اللى فيها بوذيين عندهم ظباط
متابعة القراءة