رواية رائعة بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
عزة سرورا وهى تنظر إليه فقال
النهاردة ان شاء الله هروح اشوفه ولو الأمور مشيت فى موضوع القسط ده هاخدكوا بكره ان شاء الله ونروح نتفرج وعزة تنقى اللى هى عايزاه
ثم قال موجها كلامه لوالدة عزة
انا عارف انى طولت عليكم فى موضوع الفرح .. محدش بيكتب كتابه كل ده .. بس خلاص هانت .. أحنا نخلص موضوع العفش فى أسبوع إن شاء الله وبعدين نحدد معاد للفرح
فارس قالى أنه احتمال كبير يدخل على أول الشهر بعد ما يناقش الرسالة على طول وممكن نعمل فرحنا مع بعض
لا يعلم عمرو لماذا كان يبحث عن علامة من علامات الحزن أو الأسى فى ملامحها وعينيها وهو يلقى هذا الخبر ولكنه لم يجد إلا السعادة والفرحة التى اجتاحت ملامح عزة وهى تستمع إلى بشرياته واحدة تلو الأخرى وهتفت قائلة
ثم عانقت والدتها واحتضنتها بسعادة قطع تصرف عزة هذا وسعادتها الكبيرة بما تسمع الشك باليقين فى قلب عمرو تجاه مشاعر عزة نحو صديقه وقال بمرح
مش هتغدونا بقى ولا أيه يا جماعة.. أنا واقع من الجوع
تعال اقعد يا فارس
نطق الدكتور حمدى بهذه العبارة وهو يشير إليه بالجلوس وقد بدا عليه الأهتمام الشديد وهو يعتدل فى جلسته ويستند إلى المكتب بمرفقيه ويشبك أصابع كفيه فى بعضهما البعض كانت طريقته توحى بأنه يستعد لإلقاء حديثا هاما مما جعل فارس يشحذ حواسه كلها وهو ينظر إليه متسائلا وهو يقول
أبتسم الدكتور حمدى وهو يهز رأسه موافقا وقال
أهم قضية فى حياتك
طلت النظرات المتسائلة من عينيى فارس ولكنه لم يعقب وترك المجال للدكتور حمدى ليشرح بنفسه فقال
فاكر يا فارس لما قلتلك انى بحضرك لحاجة مهمة أوى
هز فارس رأسه وهو يقول
أيوا فاكر يا دكتور
أردف الدكتور حمدى متابعا
أستدار فارس بجسده كله تجاهه وهو ينصت باهتمام وتركيز حيث قال الدكتور حمدى
أنا نويت أسيب المكتب واتفرغ شوية لبيتى ومراتى وولادى .. وبينى وبينك زهقت من الفساد اللى بقى متفشى حوالينا فى المهنة دى زى السړطان .. زمان كنت صغير وكنت بناطح وبحارب.. دلوقتى صحتى خلاص مبقتش تستحمل
لا يا دكتور أنا مش معاك فى القرار ده.. لو سيبنا الساحة للمفسدين يبقى كأننا بنساعدهم بالظبط
قاطعه الدكتور حمدى باشارة من يده وقال
أنت كلامك صح وده اللى انا فكرت فيه.. ده غير انى مهما كان مهنش عليا أرمى أسمى وتاريخى الطويل ورا ضهرى بسهولة كده واقفل المكتب .. ولما فكرت كويس ربنا هدانى لفكرة دخلت دماغى أوى وشايفها حل وسط هيريحنى وفى نفس الوقت هتبقى دى بدايتك الحقيقية
أنت يا فارس اللى هتمسك المكتب كله بدالى .. ومكتبى ده هيبقى بتاعك والقضايا اللى هتشتغلها هتتوزع على تلاتة تلت ليا وتلت ليك وتلت للمكتب مرتبات ومصاريف
أتسعت عينى فارس من وقع المفاجأة ونهض بغير أرادة منه واقفا وهو يقول بذهول
مش معقول ..انا مش مصدق يا دكتور
وأشار إلى صدره وقد ازدادت قوة نظراته المتسلطة على الدكتور حمدى وهو يقول بعدم تصديق
انا !!
أومأ الدكتور حمدى برأسه وقال مؤكدا
ايوا يا فارس ..وبعدين مالك مستأل بنفسك كده ليه ..ده انت اقل من شهر وتاخد الدكتوراة
المفاجأة كانت كبيرة جدا على فارس فلم يكن ليصدق ما يسمع هل سيدير المكتب ويجلس خلف مكتب الدكتور حمدى ليأخذ مكانه ويشاركه نسبة الثلث فى أتعاب كل قضية !!
هز رأسه يمنة ويسرة وهو يحاول استيعاب الموقف جيدا ولكن الدكتور حمدى أعاد كلامه مرة اخرى وهو يؤكد له ما فهمه منه وأخبره أنه سينتظره حتى يعود من أجازة زواجة ليبدء مهام عمله الجديد بداخل مكتب الدكتور حمدى شخصيا .
أندفعت دنيا معانقة ل فارس وهى تهتف بأنفعال
بجد يا فارس أنا مش مصدقة .. يعنى المكتب ده كله هيبقى بتاعنا
عانقها بحب وقال ضاحكا
ده انت مفرحتيش كده يوم كتب كتابنا ولا حتى يوم الماجيستير
ضحكت وهى تبتعد عنه بنعومة وعينيها تكاد تنطق بالبهجة والسعادة وقالت وكانها لم تسمعه
طبعا التلت ده هيبقى أكتر من مرتبك دلوقتى بمراحل يعنى هنجيب شقة فى حتة حلوه.. ونفرشها بمزاج ونجيب عربية
وصفقت بيديها وهى تقول
وبعد شوية نحط أسامينا على
اليافطة جنب اسم الدكتور
كان فارس ينظر إليها بتمعن وهى تتحدث عن المستقبل بكل تلك السعادة وتسرح بخيالها الممتد للآفاق الشاسع وهى تنظر إليه ولكنها فى خضم تلك السعادة نسيته تماما ولم تتحدث إلا فى الماديات فقط ولم تحلم إلا بها وحدها أنتزعها من أحلامها وهو يقول
أنا مش هسيب أمى لوحدها فى البيت يا دنيا.. ومش هاخد شقة فى حتة تانية إلا لما هى توافق وترحب بكده وتوافق أنها تسيب بيتها وتيجى معانا
توقفت دنيا عن الدوران فى سماء أحلامها وطوت جناحى الأمانى لتعود إلى الأرض مرة أخرى فى هبوط اضطرارى وقطبت جبينها وهى تقول بحنق
يعنى أيه الكلام ده ..عاوز تفضل عايش فى الحارة
أختلطت ابتسامته بقسمات حزن وهو يقول متهكما
أنا مش عارف انت ليه مصممة أنها حارة ..ما علينا حارة ولا مدق حتى مهما اختلفت المسميات مش هسيب أمى لوحدها
وأخذ نفسا عميقا وأخرجه ببطء وهو ينوى حسم الأمر قائلا
والأمر ده لازم يتحسم دلوقتى علشان ابدأ فى تجهيز البيت ونجيب أوضة النوم بتاعتنا
نظرت إليه فى ضجر وضيق شديدين وقالت ساخرة
كمان مش هتغير غير أوضة النوم بس
أتجه إلى باب غرفة مكتبها ليخرج منه وهو يشعر أن فرحته قد انطفات بكلماتها وقال ببرود
لما اروح معرض الفرش مع عمرو هشوف هقدر اجيب أيه.. المهم دلوقتى تعملى حسابك أن الفرح هيبقى بعد مناقشة الرسالة على طول
لم تكن عزة لتصدق نفسها وهى تنتقل ببصرها بين أنواع الأثاث الجيدة أمامها وقد أعجبت بتصميمها العصرى الأنيق ومالت على عمرو وقالت بخفوت
بس العفش ده هيبقى غالى علينا .. ولا أيه يا عمرو
وضع أصبعه على فمه مشيرا لها بالسكوت وبدأ فى مفاوضاته هو وفارس مع صاحب معرض الأثاث حول الأسعار والقسط المناسب وجد فارس مبتغاه فى هذا المعرض وقرر أن ياتى بغرفة صالون أضافية لاستقبال الضيوف وعاد لمداولاته مع صاحب المعرض وهو يتمنى أن يرى السعادة فى عينيى دنيا كما رآها فى تصرفات عزة حينما شاهدت الأثاث لأول مرة وأبدت أعجابها الشديد به .
وبدأت رحلة تجهيز البيت وأعداده ونقل الأثاث إليه وقد بذل فارس مجهودا أضافيا ليستطيع توفير كماليات البيت ليبدوا جديدا فى عينيى زوجته وفى نفس الوقت يضع اللمسات الأخيرة فى رسالة الدكتوراة وقد اطمئن قلبه إليها وخصيصا عندما سمع أطراء الدكتور حمدى عليها وعلى المجهود المبذول فيها .
أنتهت جميع التريبات اللازمة فى شقة الزوجية الخاصة بعمرو وكذلك شقة فارس وأصبحت كل شقة منهما جاهزة لاستقبال عروسها الجديد .
لم تكن تفصل بينهما وبين حياتهما الجديدة إلا
متابعة القراءة